أسباب التعرق الزائد وعلاجه

10 أسباب تقف وراء التعرق الزائد

التعرق هو عملية طبيعية تهدف إلى تنظيم درجة حرارة الجسم والحفاظ على التوازن الحراري. لكن في بعض الأحيان، قد يعاني البعض من مشكلة التعرق الزائد أو “فرط التعرق” (Hyperhidrosis)، وهي حالة تحدث عندما ينتج الجسم كميات أكبر من العرق مقارنة بما هو ضروري للحفاظ على درجة حرارة الجسم. قد يكون التعرق الزائد محط قلق للكثيرين، حيث يؤثر في نوعية الحياة ويحد من القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية بثقة وراحة. يمكن أن يحدث التعرق الزائد في مناطق معينة من الجسم مثل اليدين، القدمين، الإبطين، أو حتى الوجه. وفي هذا المقال، سنتناول أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى التعرق الزائد.

1. الاضطرابات الهرمونية

من أبرز العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى فرط التعرق هي الاضطرابات الهرمونية التي يمر بها الجسم. التغيرات في مستويات الهرمونات، مثل تلك التي تحدث خلال فترة المراهقة أو فترة الحمل، قد تؤدي إلى زيادة في إنتاج العرق. كما أن اضطرابات الغدة الدرقية، سواء كانت قصوراً أو فرطاً في نشاط الغدة، تؤثر على وظائف الجسم بشكل عام وتزيد من التعرق.

خلال مرحلة انقطاع الطمث، تعاني العديد من النساء من التعرق الليلي (Hot Flashes)، وهو نتيجة لتقلبات هرمونية تؤدي إلى شعور مفاجئ بالحرارة، ويصاحبه زيادة في إفراز العرق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبعض الأدوية الهرمونية أن تساهم في زيادة العرق، مثل حبوب منع الحمل أو أدوية معالجة الغدة الدرقية.

2. الأمراض العصبية

التعرق الزائد يمكن أن يكون نتيجة لمشاكل في الجهاز العصبي المركزي. تشمل بعض الاضطرابات العصبية مثل مرض باركنسون، التصلب المتعدد، أو السكتة الدماغية، والتي تؤثر على قدرة الأعصاب على تنظيم إفراز العرق. فعند حدوث خلل في الإشارات العصبية بين الدماغ والغدد العرقية، قد يبدأ الجسم في إفراز كميات كبيرة من العرق.

وفي بعض الحالات، تكون اضطرابات الأعصاب أكثر تحديداً، حيث يعاني الأشخاص المصابون بالتعرق الزائد من زيادة في العرق في مناطق معينة من الجسم مثل اليدين والقدمين. يعرف هذا النوع من التعرق الزائد بـ “التعرق الأولي” أو “التعرق الموضعي”، حيث يحدث دون وجود سبب مرضي واضح.

3. العوامل الوراثية

تلعب الجينات دوراً مهماً في تحديد مدى تعرض الشخص للتعرق الزائد. إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من فرط التعرق، فمن المرجح أن يصاب أفراد آخرون من العائلة بهذه الحالة أيضاً. في الواقع، يعتبر التعرق الزائد من الحالات التي قد تكون موروثة في بعض العائلات. تحدث هذه الظاهرة نتيجة لمجموعة من العوامل الوراثية التي تؤثر في نشاط الغدد العرقية.

هذه الحالة يمكن أن تظهر في مراحل الطفولة أو المراهقة، ويمكن أن تستمر طوال الحياة. في مثل هذه الحالات، يكون التعرق الزائد متركزاً في مناطق معينة من الجسم مثل اليدين والقدمين والإبطين.

4. التوتر والقلق

العوامل النفسية تلعب دوراً كبيراً في التعرق الزائد. من المعروف أن التوتر والقلق يمكن أن يزيدا من إفراز العرق، خاصة في حالات التوتر العصبي أو القلق المفرط. عند التعرض لمواقف مرهقة، يبدأ الجسم في إنتاج المزيد من العرق كرد فعل طبيعي على ما يعتقده الجسم بأنه تهديد أو خطر.

عادةً ما يكون هذا النوع من التعرق مؤقتاً، لكنه يمكن أن يكون مزعجاً في مواقف اجتماعية أو عملية. الأفراد الذين يعانون من القلق الاجتماعي أو اضطراب الهلع قد يواجهون زيادة ملحوظة في التعرق عند التعرض للمواقف المحفوفة بالتوتر.

5. الأدوية والعقاقير

هناك العديد من الأدوية التي قد تسبب التعرق الزائد كأثر جانبي. بعض الأدوية المستخدمة لعلاج أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، الاكتئاب، التهابات الجيوب الأنفية، وأدوية مضادة للفطريات قد تزيد من إفراز العرق. كما أن بعض الأدوية التي تحتوي على الأفيونيات أو مضادات الاكتئاب يمكن أن تؤدي إلى التعرق الليلي.

من الأدوية الأخرى التي قد تسبب هذه الحالة هي أدوية الحمى أو أدوية معالجة الأمراض المزمنة مثل السكري، حيث يمكن أن تتداخل هذه الأدوية مع تنظيم درجة حرارة الجسم، مما يؤدي إلى فرط التعرق.

6. العدوى والأمراض المزمنة

يمكن أن تؤدي بعض العدوى والأمراض المزمنة إلى التعرق الزائد. عندما يصاب الجسم بالعدوى، يبدأ جهاز المناعة في العمل بجهد أكبر لمحاربة العدوى، مما يؤدي إلى زيادة في درجة حرارة الجسم. هذا الارتفاع في درجة الحرارة يمكن أن يسبب التعرق الزائد كطريقة من طرق تنظيم درجة حرارة الجسم.

من الأمراض التي قد تكون مرتبطة بالتعرق الزائد: السل، حمى الضنك، التهاب القلب، أو الأمراض المرتبطة بالجهاز المناعي. كما أن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري أو السرطان قد يلاحظون زيادة في التعرق خاصة في الليل.

7. زيادة الوزن والسمنة

الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالتعرق الزائد. ذلك لأن الجسم يحتاج إلى مزيد من الطاقة للحفاظ على درجة حرارته، وبالتالي يضطر إلى إفراز المزيد من العرق. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود الدهون الزائدة في الجسم يمكن أن يمنع الجسم من تنظيم درجة حرارته بشكل فعال.

التعرق الزائد في هؤلاء الأشخاص قد يلاحظ بشكل أكبر أثناء ممارسة النشاط البدني أو حتى في الأوقات التي لا تتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً.

8. الحالات القلبية والأوعية الدموية

بعض مشاكل القلب والأوعية الدموية قد تسبب التعرق الزائد. عند حدوث مشكلة في الدورة الدموية، مثل فشل القلب أو اضطرابات ضغط الدم، قد يشعر الشخص بزيادة في التعرق، خاصة أثناء النوم. في هذه الحالات، يكون التعرق بمثابة إشارة إلى أن الجسم يعمل على تعويض العجز في تدفق الدم والأوكسجين.

من بين الأسباب القلبية التي قد تؤدي إلى التعرق الزائد، تلاحظ بعض الأشخاص أن التعرق الزائد يرتبط بنوبات من الألم أو الأعراض المرتبطة بالقلب مثل الذبحة الصدرية.

9. التغذية والأطعمة الحارة

تناول بعض الأطعمة قد يؤدي إلى زيادة التعرق، خاصة الأطعمة الحارة التي تحتوي على توابل حارة مثل الفلفل الحار. هذه الأطعمة تؤدي إلى زيادة درجة حرارة الجسم، مما يحفز الغدد العرقية على إفراز المزيد من العرق. كما أن المشروبات الساخنة والكافيين يمكن أن يكون لهما تأثير مماثل.

الطعام الحار يحفز الجسم على إفراز العرق في محاولة لتبريد الجسم، وهو أمر شائع لدى الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة الغنية بالتوابل بشكل متكرر.

10. الأنشطة البدنية الشديدة

ممارسة الرياضة أو الأنشطة البدنية الشديدة تعد أحد الأسباب الأكثر وضوحاً للتعرق الزائد. عندما يقوم الجسم بمجهود بدني عالي، يقوم بزيادة إفراز العرق كطريقة لتبريد نفسه. هذه الحالة تعتبر طبيعية ولا تستدعي القلق، إلا إذا كان الشخص يلاحظ التعرق الزائد حتى في غياب الأنشطة البدنية المكثفة أو في ظروف غير حارة.

في مثل هذه الحالات، يمكن أن يكون التعرق الزائد دليلاً على ضرورة تعديل النشاط البدني أو تعديل نمط الحياة.